أصبح العالم في عصر التكنولوجيا والتحول الرقمي عبارة عن قرية صغيرة وأصبحت كل الأماني متاحة للجميع خاصة في مجال الاقتصاد المالي والطموح إلى كل ما هو أفضل وكل يوم نقرأ عن أشخاص كانوا لا يمتلكون شيئا إلى رواد العالم اقتصاديا وتخطت ثرواتهم المليارات هذا بفضل ما وصل إليه العالم من تقدم تكنولوجي ومن أمثال هؤلاء - إيلون ماسك – بيل جيتس – مارك زوكربرغ – جيف بيزوس – وارن بافت – جيم والتون - وغيرهم الكثير الذين عملوا في ريادة الأعمال والأعمال المرتبطة بالتكنولوجيا والمواقع والعملات المشفرة والتداول عبر الإنترنت وهم معروفين لدى الكثيرون.
لكن حديثنا اليوم عن أغنى أمرأة في الصين وهي زو كونفي وكيف بدأت حياتها لا تملك شيئا حتى أصبحت ثروتها مقدرة ب 7 مليار دولار أمريكي .
زوكونفي من عاملة فقيرة إلى مليارديرة
كانت
زوك ونفي عاملة فقيرة في مصنع زجاج في أحد أحياء الصين الفقيرة وكانت
عائلة زو أيضا فقيرة لا تملك شيئا بل كانت تعمل في الزراعة الصينية مثل
غيرها من عائلات الصين وكان لديهم مزرعة صغيرة لا تلبي الاحتياجات المنزلية
المعتادة وكان والدها قد أصيب في عمله في أحد المصانع قد أدى الى إحداث
عاهة مستديمة مما جعله عاطلا عن العمل وكان ذلك قبل ولادة زوكنفي .
عندما
بلغت زو كونفي عامها الخامس كانت قد توفت والدتها التي كانت هي من يعول
الأسرة المكونة من 4 أطفال والزوج المصاب وتأتي المصائب واحدة تتلوا الأخرى
فبعد عدة سنوات قليلة أصيب والدها بعمى جزئي فأصبح غير قادر على العمل حتى
في المزرعة أو الخروج من المنزل لقضاء الحاجات اليومية للأسرة ترتب على
ذلك أن أصبحت زو هي العائل الوحيد للأسرة فبجانب دراستها كانت تعمل في
المزرعة الصغيرة من زراعة وحرث وتربية للأبقار ورؤوس الماشية الصغيرة وهو
عمل لا يقدر عليه إلا أصحاب القوة البدنية وليست فتاة في العاشرة من عمرها .
وكانت
القرية التي نشأت فيها زوكونفي قرية لا تحبذ تعليم الفتيات بل الفتيات إما
للعمل في الزراعة أو الزواج أو العمل في المصانع لأنها بلدة نائية فقيرة
ليس بها الكثير من موارد الحياة الطبيعية أو الموارد البشرية أو الصناعية .
وبعد
ان بدأت السنوات تتالى على زو كونفي أصبح الدخل المالي من المزرعة الصغيرة
لا يكفي الأسرة من أجل فقط المطعم والمشرب مما اضطر زوكونفي لترك الدراسة
والبحث عن عمل آخر وهي في سن صغيرة 16 عاما فقط وقامت بالسفر مع عمها
ووالدها إلى مدينة أخرى للعمل في أحد المصانع مصانع الزجاج وكان تحديدا
المصنع متخصص في صنع عدسات ساعات اليد فعملت بجد في المصنع وبكل تركيز
وتدقيق مع كل صغيرة وكبيرة حتى أكتسب تزو خبرة كبيرة من العمل في ذلك
المصنع ظلت زو 6 سنوات في المصنع ولكن ساعات العمل كانت طويلة والراتب أصبح
لا يلبي الاحتياجات ومن هنا كنات النقلة النوعية في حياة زو كونفي .
بداية تحقيق الإحلام والطريق إلى الثراء
قامت
زوكونفي بطلب تقديم استقالتها من المصنع والبدء الفوري في مشروع خاص بها
وهي مجازفة كبيرة حيث أنه لا مدخرات ولا أعمال أخرى غير ذلك المصنع التي
تركته واستقالت منه رغم أن رئيسها في العمل قد طلب منها عدم الاستقالة في
مقابل زيادة الراتب حتى يكفيها وأسرتها لكن زوكونفي رفضت وأصرت على
الاستقالة للتفرغ التام لمشروعها .
بدأت مشروعها ببعض المدخرات الصغيرة
لقيام المشروع كما أنها اضطرت لبيع منزلها لدفع رواتب العاملين في المشروع
كل ذلك وزوك ونفي أمامها هدف تراه يلوح في البصر وتريد الوصول إليه ولكن
المصنع متوسط التكلفة وبالتالي فالإنتاج ضعيف ولكن مع جودة المنتج واكتساب
سمعة جيدة محليا حدث المعجزة .
العرض الذي سيغير حياة زو كونفي إلى الأبد
بعد
اكتساب جودة العمل للمصنع تلقت زو كونفي عرضا عبر الهاتف من شركة المحمول
الرائجة Motorola من أجل صنع الشاشات الزجاجية للهواتف وافقت دون تردد زو
كونفي على العرض وبدأت في الإنتاج ثم توالت عليها عروض أخرى من شركات هواتف
محمولة أيضا لصنع شاشات الهواتف حيث كانت العروض الأخرى أكبر ومن شركات
رائجة عالميا مثل سامسونج ونوكيا وإتش تي سي وفي الأخر كانت المفاجأة حيث
حصلت زو على العرض الأكبر والأضخم وجاء العرض من شركة الهواتف وأجهزة
الحاسوب المكتبية والمحمولة (أبل) حيث أصبح أكبر دخل لشركة زو كونفي فقط من
شركة أبل وبنسبة 70% من الدخل العام لشركة زو
عام بعد عام أصبح
لدى زو أكبر من مصنع في الصين لصناعة شاشات الهواتف المحمول وأصبح عدد
العمال يتزايد يوما بعد يوم حيث وصل عدد المصانع إلى 32 مصنع لصناعة عدسات
الساعات وشاشات الهواتف المحمولة وأصبح لديها أكثر من 90 ألف عامل يعمل في
تلك المصنع وخطوط الإنتاج الداخلية والخارجية وبفضل اكتساب الخبرة أصبحت
مصانع زو كونفي تحتكر صناعة شاشات الهواتف المحمولة في العالمة كله وليس في
الصين وحسب كما تخطت القيمة التسويقية لشركة زو ال 24 مليار دولار كما
أصبحت ثروة زو كونفي أكثر من 7 مليار دولار أمريكي لتصبح أغنى أمرأة عصامية
في العالم في أحد الفترات ومن مقولتها المشهورة ( كنت مختلفة عن كل من
حولي أنا لم يكن لدي شيئا كل ما أردته هو تغيير مصيري بمجهودي الخاص )
السعي إلى النجاح
واخيرا
قصة زو كونفي تثبت أن لا شئ مستحيل وأن السعي الحقيقي هو من أسباب الرزق
واكتساب المال كما أن تخطي الحواجز والعقبات يتلوه الهدف وتحقيق الذات
السعي الذي تكسر فيه حاجز الخوف من الفشل وتتحدى فيه الظروف المحيطة بك
وبمجتمعك وتحدى فيه العادات القديمة وتخاطر من أجل تحقيق حلمك
لقد خلق السعي من أجل أولئك الفاشلين الذين فشلوا عدة مرات ولكنهم لم يفقدوا الأمل حتى الآن
تعليقات
إرسال تعليق